أبو شيماء الحمصي/دار الكتاب للادب العربي والثقافة

 … ..خربشات على دفتر الذاكرة………. 


فيْ هدأةِ الليلِ والأنوارُ ذابلةٌ

           وشمعةُ العمرِ كالآمالِ تحترقُ

والوقتُ تشربهُ الساعاتُ منْ ظمأٍ

           وتستريحُ على أطرافها الطُرقُ

نامَ الوجودُ فلا صوتاً ولا شبحاً

         عندَ المفارقِ حينَ الدربُ يفترقُ

كأنما كلُّ شيئٍ لمْ يكنْ أبداً

         حتّى لترتابَ منْ أهدابها الحدقُ

وتستفيقُ على ليلٍ يطاردهُ

       ليلٌ يطاردُ منْ في جريهمْ سبقوا

وساعةُ الوقتِ والأيامُ واقفة

            عنِ الزمانِ فما عادتْ بهِ تثقُ

هناكَ نفسٌ وقدْ ضاقتْ بلابسها

            ومُزّقتْ في ثنايا ثوبها مزقُ

هناكَ روحٌ على أغصانها يبستْ

       لباسها الصمتُ والإطراقُ والأرقُ

تناثرتْ فوقَ أحلامٍ مبعثرةٍ

          كأنّها فوقَ راحاتِ الهوى ورقُ

تاهتْ على صهواتِ الآهِ منْ وجعٍ 

           كعاشقٍ دينَ منْ أرداهُ يعتنقُ

مثلُ الفراشِ تخالُ النارَ مُبترداً 

       لو أنها ساألتْ منْ قبلها احترقوا


خمسونَ والروحُ مثلُ الطيرِ في قفصٍ

        غذاؤها الصبرُ والإخفاقُ والقلقُ

خمسونَ مرّتْ وما في الأفقِ بارقةٌ

         تُزكا ليخلصَ منْ آلامهِ الشفقُ

خمسونَ والروحُ مثلُ الطيرِ في قفصٍ

      تراقبُ الصبحَ كي يصحو فتنعتقُ

خمسونَ مرّتْ وفي أحداقنا رمدٌ 

    لا العينُ تُشفى ولا الأجفانُ تنطبقُ

في كلِّ يومٍ لنا جرحٌ نضمدهُ

       عندَ الصباحِ وفي الإمساءِ ينفتقُ

منْ يا ترى لزهورِ النارِ يوقدها 

           ومنْ تراهُ بنارِ الرشدِ يحترقُ

لكي يضيئَ لنا درباً نسيرُ بهِ 

          فيستفيقَ على أطرافهِ الحبقُ 


بقلمي: 

أبو شيماء الحمصي


 


ً

ُ

تعليقات

المشاركات الشائعة