حسين حطاب /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

 تابع للجزء الأول والثاني

........... اللقاء الأخير  _3_ 

_ أحببتك كل هذا الحب والحب ليس عيبا ، ما تلاعبت وغيرت القناع وما لدغت كالثعبان ، وأحببتيني والحب ما كان عارا ، وأقسمت بيمين الله كي أعلم أن حبك من القلب صادق ، وكان الصدق منك أرق وأصلح .

_ إن الحب أغلى من اللؤلؤ والذهب ، يغرسه الله في النفوس الطيبة التي لا تريد أن يزداد علوها على قدرها المهيأة لبذور الفضيلة المليئة بالإحساس الدافئ ،والقدرة النفسانية المدركة تفيض بالطهر و النقاء ، يرتسم على محياها الهدوء والإطمئنان . كان القلب يحبك لما تودعينه ؟ قولي صدقا بلسان العهد ماذا تريدين ؟ 

_ ارتسمت على محياها إبتسامة متلحفة بالحزن ورفعت رأسها شاخصة بعينيها إلى الأق البعيد تبصر إلى شيء غير مرء في فسحة الفضاء ثم قالت : 

_ آه يا ملك الإحساس ، إني أذكر ذاك اليوم الذي صادفتني فيه بين زحام النساء ، أسرح مع الخيال أحاول الهروب من المجهول ، خالية الإحساس ومشاعري صماء ، قد حولتها إلى وتر رنان متى تلعب عليه تتراقص أقدامي تحثني على المجيء إلى الراحة والهدوء . ولا أنكر أنك أدخلتني قصر الحب بطلائع المحاسن ، وقدمت لي لآلئ السرور بمحاسن الفضائل ، و غصت في الروح وابتكرت لأجلي الكلمات وأبدعت في الإنشاد بحروفها والصوت لهب يجذبني للفراش الهانئ والحضن الدافئ وكنا نشرب من شفاهنا رحيق الحب عذبا زلالا و أدخلتني بستان الضيافة والعطاء وقدمت لي خوان السعادة ذوقا و لونا .

_ نظر إليها نظرة خارقة تتطاير منها شرارة ملتهبة ،أربكتها وهزت كيانها تسمرت في مكانها صامتة ، وقال :  ........يتبع

_  بقلمي الأستاذ حسين حطاب


تعليقات

المشاركات الشائعة