حسن رمضان /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

 غداً نهار


*****

قد يتخفّى المستبدُّ بصورة شمسٍ

ويحتلُّ النهار

فتمرُّ الحيلةُ

وتبتهجُ القلوبُ للضّوءِ

وتعجزُ عن التحديقِ بهِ الأبصار

يحلُّ اليباسُ في غير موعدهِ

تُحرَقُ حقولُ الحنطةِ

يُحمَلُ بعضنا الى المقبرة باكراً

هذا قتلاً

هذا جوعاً

هذا يموت في غرف التحقيق

هذا غريق

وهذا من حريق

قد يُمنَعُ القلمُ عن الكتابةِ الطاهرةِ

قد تُقمعُ كلُّ مظاهرةٍ

ممنوعٌ أن نحبَّ بعضَنا

ممنوعٌ أن نتوحّدََ مع حالنا

ممنوعٌ أن نكفرَ بجوعنا

ممنوعٌ أن نؤدّي الزكاةَ فُرادى

ممنوعٌ أن نشتُمَ الجواسيس

يتحكّمُ بنا رجلٌ خسيس

يدسُّ السُّمَّ في أمصالِ مرضانا

يشربُ الخمرَ فوق جثامينِ قتلانا

لا يُبالي بأقصانا

يحتلُّ النهارْط

يحتلُّ البحار

ويوجّهُ كلابَهُ كي تعضَّنا

لا يهتمُّ بأسرانا

لكنّ الغيابَ حتميٌّ

فسينتبهُ الناسُ إلى أنَّ الشمسَ  مزيّفةٌ

وسيفرُّ المُستبدُّ حتماً

وتشرقُ شمسُ الحقِّ حتماً

ويعودُ العطرُ إلى الأزهار

لم يعد غسلُ الأدمغةِ فاعِلاً

إستفاقتْ عقولُنا

إنتفضتْ سهولُنا

قامت السنابلُ

والشمسُ المزيّفةُ تغنّي مُكرهةً أغنية الوداع

ويُغنّي أطفالُنا أغاني الثوّار

كوكبُ الشرقِ تعودُ لتُسمعنا أغاني الإنتصار

فيروزَ تعودُ عن اعتكافها

تغني سيدة المدائنِ

والعندليبُ يوزّعُ في وجداننا أغنية النار

سيفرّ ذلك القرصُ المُزوّرُ يا سيدتي

وسيعودُ إلى التغريد صباحُ النهار


******

شاعر الأمل حسن رمضان - لبنان


تعليقات

المشاركات الشائعة