الهادي العكرمي /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

 **// الانقــياد لهــوى النفـــس //**

-  -ساتحدث اليوم عن هوى النفس فبما أن   عقل الإنسان يجتاحه في معترك الحياة تيارات شتى من الرغبات والشهوات يفضل فيها   مصلحته الخاصة ولو كان فيها ضررا بالغير ولا يهمه أن تكون أعماله سيئة مادامت   تشبع رغباته وأهوائه لذلك اهتمت بعض الأديان وخاصة الدين الإسلام بمجابهة أهواء   الإنسان والحيلولة بينه وبين الانقياد لهواه لان هواء النفس يشوش النظام الطبيعي   للإنسان ويجعله ينقاد إلى غاية واحدة مطلقة تعكر ميول العقل الطبيعي المبني على   نظام خاص وترتيب منسق فيختل بذلك الاعتدال وتوازن النظام الطبيعي للحياة ،ولهذا   نرى إن القران وصف الهوى بأنه يفسد النظام الطبيعي لهذه الحياة الذي يجب أن يسود   فيها الحق فقال سبحانه و تعالى في سورة المؤمنون " ولو اتبع الحق أهواءهم   لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن "

-  -ولعل   أعظم أضرار هوى النفس هو ما يجيء عن طريق الحكام الذين من واجبهم إقامة العدل في   الأرض ولهذا جاء في القران تعليما لنا بما خاطب الله نبيه داود في سورة ص "   يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك   عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب

- وارى إن أكثر أسباب إتباع الهوى في هذه   الحياة هو بسبب ضعف في النفس ونقص في المعرفة فالهوى يستولي على عقل الإنسان   فيتركه لا يدرك ولا يفكر كغيره من الناس بل يجعل نفسه تحوم حول نقطة واحدة تلبية   لرغباته فلا يفكر إلا فيها لذلك فمنطق الهوى يختلف عن منطق العقل ولهذا وصف   القران اثر الهوى في الإنسان بأنه يضله بغير علم فقال تعالى في سورة الأنعام   " وان كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم 

  -ويصف القران العلاج للقضاء على هوى النفس وذلك بالتوجه الكلي إلى الله   والامتناع عن مخالفة أمره وقد قال تعالى في سورة النازعات " وإما من خاف   مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فان الجنة هي المأوى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

- الهادي العكرمــــي



تعليقات

المشاركات الشائعة