الصحفية هالة عيسى/دار الكتاب والياسمين للادب العربي والثقافة

 مقال بعنوان" رحلة السماء" 

بقلم الكاتبة الصحفية" هالة عيسى" 

حقا كلما إشتد الضيق والبلاء فالفرج قادم هكذا تعلمنا وشاهدنا من خلال خبراتنا وتجاربنا في الحياة "إن بعد العسر يسرا ولقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكبر مثلا في الصبر على المحن  بداية من البعثة الربانية إلى أخر العمر ولقد تكابلت عليه أشد المحن في العام العاشر من بعثته حيث فقد عمه " أبي طالب" اليد الحنونة والأب الذي لم يراه والذي وقف أمام قريش والقبائل العربية بمفرده للدفاع عن إبن أخيه ،ثم فقدان سيدة الكون السيدة خديجة بنت خويلد التي تزوجته بالرغم من صغر سنه وقلة ماله وأنجبت له أولاده وصدقت دعوته وحظيت بلقب أول إمرأة في الإسلام وكانت نعم الزوجة والأم الحنونة التي إحتضنت النبي وصدقته منذ بعثته،فعندما فقد الأهل أرد أن ينشغل بنشر الدعوة الإسلامية فذهب إلى أهل الطائف وهي ليست بالبعيدة عن مكة وهناك لقى معاملة سيئة ورفضا لدعوته ومن شدة ضيقة منهم حدثه  جبريل قائلا لوشئت لأطبقت عليهم الجبلين لكن سماحة النبي تفوق البشر فعاد وذهب إلى الكعبة وأخذ يبكي فيها من شدة الضيق اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس،يا أرحم  الراحمين ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي  إلى من تكلني؟   إلى بعيد يتجهمني؟  أم إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي  أعوذ بنور وجهك  الذي  أشرقت به الظلمات وصلح عليها أمر الدنيا والأخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل علي  سخطك ولك  العتبى حتى ترضى  ولا حول ولاقوة  إلا بالله  العلي العظيم،  فكانت إستجابت السماء أقرب من أي شئ وفي المساء نام النبي عند عمته عاتكة فحضر جبريل بأجنحته العملاقة وأمره أن يذهب إلى بيت الله الحرام ويصلي ركعتين فصلى وبعد ذلك أخبره أنه مدعو إلى رحلة إلى السماء فذهل رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذ بالبراق  وهو عبارة عن دابة مابين الحمار والبغل وركب متجها إلى المسجد الأقصى وفي الطريق شاهد إحدى القوافل العربية التي ترحل لجلب البضائع وهذا كان من الأدلة الكونية على مروره بهذه المنطقة التي تحتاج إلى عدة أشهر للترحال لها،ثم وصوله إلى المسجد الأقصى وهناك ربط  سيدنا محمدالبراق أخشية من جريه؟  لا لأن النبي كان يتقن أي عمل  يقوم به  ثم دعاه جبريل  لدخول المسجد  فوجد جميع الأنبياء والرسل منذ خلق الله السموات والأرض حوالي ألفين وأربعة مئة نبيا  وثلاثة مئة رسولا كأن أراد الله أن يصل الماضي بالحاضر بالمستقبل منتهى التعايش والرحمة وإذ بجبريل تقدم يا محمد وصلي بهم إماما صلى بالأنبياء ثم صعد به من  صخرة المعراج جبريل إلى السماء،وهناك شاهد من لا أحد رأه قط ،    في السماء الأولى سيدنا أدم وفي الثانية يوسف والثالثةأدريس والرابعة هارون والخامسة موسى والسادسة إبراهيم ثم سدرة المنتهى حيث عرش الرحمن  وهناك أمره جبريل أن يتقدم واحده والمثول  أمام الرحمن وقال له فإن تقدمت إخترقت وإن قدمت إحترقت وهناك  فرضت الصلاة  حوالي خمسين ركعة فظل النبي يتوسل إلى الله حتى لايشق على أمته إلى أن وصلت إلى خمس صلوات،الإسراء والمعراج تعد من المعجزات لأن هذه الواقعة كانت بالروح والجسد  ولو كانت بالروح فقط على هيئة حلم  فأين الإعجاز ولقد لقب أبوبكر بالصديق  عندما صدق النبي في واقعة الإسراء والمعراج فالتصديق بها يعد فرع من الإيمان بقوة الله سبحانه وتعالى وقدرته وهذا هو الهدف الرئيسى من الرحلة علاوة على رفع النبي إلى أرقى المنازل التي يعجز عنها أي بشر وهي لقاء الأنبياء ثم الله عز وجل  والمشاهدة الحسية والعينية لكل مانزل عليه من وحي كأنما ٱصطفاه الله  من البشرليس عن العالمين فقط  بل عن الأنبياء والرسول والمرسلين  أجمعين

فتحية لكل المسلمين فى الذكرى العطرة لواقعة الإسراء والمعراج التي نحتفل بها في يوم السابع والعشرين من شهر رجب حيث إتفاق العلماء والباحثين.

تحياتي للأمة الإسلامية في تلك الذكرى العطرة.


تعليقات

المشاركات الشائعة