فؤاد زاديكي /دار الكتاب للادب العربي والثقافة

 ذِكرياتُ الزّمنِ الجميلِ

شعر/ فؤاد زاديكى

مِنَ الزّمَنِ


الجميلِ يَدومُ عِطْرُ ... لهُ تَشتاقُ أَنْفُسُنا وفِكْرُ

بَقايَا مِنْ مَواقِفَ خَلَّدَتْهَا ... شُجونُ هوًى وأمكِنَةٌ وذِكْرُ

يُنادِمُ روحَنا شَوقٌ قديمٌ ... يُداعِبُ عَزْفَهُ وَتَرٌ وَدَهْرُ

شَواهِدُهُ, وجودُهُ, كُلُّ شيءٍ ... لِيَأخُذَنَا بِمُنْعَطَفٍ مُسِرُّ

بِمُجْمَلِهِ تَمَثَّلَ في صَفاءٍ ... يُوَاكِبُ ما الحياةُ بِهِ تَمُرُّ

فَيَجْمَعُ ما تُؤَلِّفُهُ قُلوبٌ ... لتخلَدَ لِلسّكينَةِ تَسْتَقِرُّ

مَضى الزّمَنُ الجميلُ فجاءَ عَصْرٌ ... علَى تَعَبٍ مفاسِدُهُ تُضِرُّ

تَحَسُّرُنَا عليهِ يَزِيدُ حُزنًا ... فيغلبُ واقِعًا فَشَلٌ وَقَهْرُ

يُغالِبُنَا الحنينُ إليهِ دَومًا ... ويَجْذِبُنَا وليسَ لَنَا مَفَرُّ

هُوَ الزّمَنُ المُعَبِّرُ عنْ شُجُونٍ ... بِذاكِرَةٍ يُعِيدُ رُؤاهَا بِشْرُ

سَيَخْلُدُ في حَياتِنا حيثُ يَبقَى ... لهُ ذِكْرٌ يُمَجِّدُهُ وَوَقْرُ.


تعليقات

المشاركات الشائعة